حينما أمسك قلمي لأكتب لكم عن المشاعر والأحاسيس
أشعر أن دموعي وقتها تسبق كلماتي وآهاتي تتفوق علي انفعالاتي
وأن الوجد بداخلي يحركني.. واللهب الذي يخرج من مداد قلمي علي الورق هو الذي يصل إليكم..
أري العشاق حولي يتألمون.. ودائماً أسأل نفسي: لماذا الحب والعشق يرتبطان بالألم والأنين..
ان بعاد الحبيب عن محبوبه هو عذاب ما بعده عذاب.. وان هجر العاشق لمعشوقه هو الهوان وما بعده هوان.
أما خيانة المتيم للمتيم به فهي الذبح بعينه أما قمة ألمه وعمق جرحه لو رآهما سوياً في وضع الحب نفسه..
عند هذا الحد يكون تألمه أشد وتأوهه أعمق ويصرخ ويقول علي رأي الشاعر كامل الشناوي "اني رأيتكما معاً..
عيناك في عينيه في كفيه في شفتيه.. ويداك ضارعتان ترتعشان في لهف عليه..
لكنه بعد فترة يسترد فوراً كرامته وعزة نفسه ويواصل هديره ويقول لها.. "كوني كما تبغين لكن لن تكوني".. هذا هو الحب وآلامه وعذابه..
حب ولهفة وشوق وعطش وجوع وأخيراً فراق وغدر وهجر وأيضاً كرامة وعزة نفس.
لماذا إذا لا يرتكز الحب والعشق علي المؤانسة والألفة والامتاع الوجداني الذي يستمر معهما إلي المنتهي..
ان شعور الحب هو شعور أثيري استثنائي يفوق كل شعور آخر لكن للأسف الحب الآن تحكمه دائماً المصالح والماديات
حتي حينما يقع شاب في هوي فتاة فإنها تأخذ في ملاوعته ووعده بلقاء يعلم هو مسبقاً أنه لن يتم لأنها تحلم بآخر يكون أكثر ثراء وجاهاً وعند هذا يحقد علي كل المحبين ويدعو عليهم بعدم اللقاء والوصل والوصال.
وأتذكر الآن قول الشاعر أبو فراس الحمداني حينما قال: "معللتي بالوصل والموت دونه..
إذا مت ظمآن فلا نزل القطر".. لذلك حينما أري دموع العشاق تنساب أمامي.. وتأوهاتهم تحرق وجداني..
وآلامهم تحرق مشاعري وتلهبها أجد نفسي أهرب بعيداً عن هذا الشيء.. حتي حينما أشعر باقترابه مني وأنه بدأ يلامسني ويأخذ حيزاً ولو ضئيلاً من تفكيري..
أسرع بالفرار والابتعاد عنه.. لأن شبح الحب أصبح يصيبني بالهلع والخوف منه من كثرة ما أراه من عذابات يسببها لمن يعتنقونه ولا يستطيعون العيش بدونه لأنهم تعودوا علي تلك الالام. واستمرأوا عذابه وشجونه أما أنا فلا أستطيع أن أحتمل كل هذا.. لأنني فقط أكتب عن الحب ولكني لا أحب أن أتذوقه..!!!
بقلم : كلير نصيف
همسة في أذنك
أحبك دوماً حتي الفناء
ياروح التحنان الوردي
أحن لصوتك الممزوج بالآهات وبالصلوات
لأناتك مع الدعوات في مهدي
لنبع العطف في صدرك
لحبك السابح في عيني بلا انتهاء
دعيني أوسد رأسي ركبتيك
ومدي كفك الحاني.. إلي صدري
كي أحسن الدفء يسري في كياني
فأعيش أحلم بك.. وإليك
في عينيك أسافر
بحثاً عن ذكري أيامي الطفولية
عن مآقي الدموع
كم ضافت إلي حبك مثالية
كم سالت علي وجنتي.. دافئة المشاعر
ياقلبا مع قلبي يغذيني
يبث الروح في الأعضاء أشواقاً
يشع النور في النبضات
فتعلو وجهي إشراقة
ويعبر نحو إحسانك
فإني مازلت ظمآن فارويني
شعر: حجازي غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق