إذا رحلت بعيداً عني سيداهمك الشوق إلي أحضاني..
وإذا عاندت شوقك سيدميك الحب إلي دياري..
فتريث حبيبي قبل أن ترحل.. تريث قبل أن تندم وترجع إليّ فلا تجدني
ولا تجد دياري مفتوحة أبوابها لاستقبالك فتلف وتدور حول الديار لعلك تري طيفي يهل عليك من نوافذي
ولكنك ستفاجأ بأن نوافذي كلها مغلقة. وستائري جميعها مسدلة
فتسأل الجيران عني وعن أحوالي فيقولون لك إنها قد رحلت مع فارس مغوار
أحبها حتي الثمالة وأخذها وسافرا بعيداً وأغلقت دارها ولن ترجع سريعاً إليه
لأنها ستقيم هناك في بلاد النعيم مع من أعطاها النعيم. ولم يخذلها برحيل مفاجئ كما فعلت أنت معها..
فأخذت تلف وتدور حول الديار لعلك تشم رائحة الياسمين من الشجرة التي كنا نجلس تحتها ونستنشق عطرها
وهي التي شهدت دموعي ترجوك ألا ترحل بعيداً عني وأنت عائد ومتغطرس عليّ وكأن الرحيل بعيداً سيشفيك من حبي.
ولكنك وجدت نفسك مع الأيام تزداد سقماً ومرضاً لبعدك عني فرجعت إليّ ويا ليتك ما رجعت
لأنك وجدتني قد رحلت مع فارسي البديل والذي ضمد جراحي ومسح دموعي…
حتي الياسمينة قد ذبلت ولم تعد لها رائحة لأنها هي الأخري قد حزنت لفراقنا وكل هذا بسبب غرورك وغطرستك.
وسألت نفسك ماذا لك في بلاد الأحبة فلم تجد أمامك غير النجمة السوداء ترتع في السماء
وهي تنظر إليك بألم وتشفِّي لأنها هي التي كانت شاهدة علي حبنا ولقاءاتنا.
وحينما كانت تري عناقنا كنا نراها تشع نوراً وبهاء. ولمعاناً أكثر وأكثر.
وكأنها تزغرد لهذا التلاحم الأسطوري. ولكن بعد أن تركتني ورحلت ورأت دموعي وشعرت بشجوني صار لونها أسود.
وذهب لمعانها وبريقها ولم تسمع أذناك أنات النساء وحناجر الرجال تزعق كالرعد.
فشعرت وقتها أنك صرت كالجذوة المحترقة من بقايا حريق مرعب.. فسألت البحيرة الراكدة بجانب دياري
أنا الغائبة عن مَن سرق حبيبتك منك فقالت لك اسأل النهر الكبير لعله يدلك عن العاشقين.
وأيضاً عن بائعي الهوي والعشق. اللذين هم أنت أولهم
لأنك تركتها ورحلت عنها بعيداً بعد أن كسرت نفسها وأدميت فؤادها.
فلم تجد سوي الحب الزائف والأسئلة الحائرة عن الحبيب الخائن الذي تركها ورحل. وقتها شعرت أنها طفلة قد ماتت في حضن أب جاحد…
ولكن رغم انكسار الحلم في قلبي أنا الحبيبة ظهر لي فارس جديد ضمد جراحي وجعلني مرفوعة الجبين
ورحلت معه بعيداً عن ديار الذكريات وأشجار الياسمين التي شهدت مولد قصة حب وانتهائها
والآن أقول لك ارحل كما تشاء بعيداً كالنغم الحزين. فالسندباد الذي كان عاشقاً كالمجنون ثم انتحر حبه فجأة.
ورجع بعد ذلك ليتجاوز الزمن ويعاود حدوتته الأولي مع الحبيبة المقهورة
. ويحاول أن يرجع الذي كان بينهما من عشق ووله
ولكنه فوجئ بوجه الدمامة والفجاجة والسأم يحيط بمكان الحب الأول والديار أصبحت جدرانها
وكأنها مغطاة بوشاح أسود ينعي قصة حب كانت منذ زمن…. قصة حب…!!!
بقلم كلير نصيف
همسه من كلام فاروق جويدة
لماذا أراك علي كل شيء.. بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفاً..
وينساب عطرك بين الحنايا..
لماذا أراك علي كل وجه
فأجري إليك.. وتأبي خُطَايا..
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضاً سَرَي في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا
عيونك كانت لعمري صلاة
فكيف الصلاةُ غدت.. كالخطايا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق