أعيش يومي ولا أتطلع إلي هدف يكون لي باهتاً عن بُعد..
أعيش يومي في حدود اليوم فقط.
وبعد أن ينتهي لا أفكر في غدي وماذا سيكون عليه.. وماذا سيحدث به.
مرت عليّ سنوات وأيام وليال ولا أطمع في أفق بعيد المنال
لأن الأفق بالنسبة لي أمل مفقود وأنا لا أحب الآمال اللامعة البراقة لأنها كثيراً ما خدعتني..
لكن خطوة واحدة من أمل باهت ضئيل تكفيني..
تركت ورائي منذ سنين طويلة أجمل قصة حب عشتها.
وكنت من حين لآخر أنظر خلفي لأري حبي وما كان به من صدق المشاعر وشقاوة الشباب ومرح القلوب وثبات الأمل وضجيج الضحكات ورنينها.
كنت أعيش قصة حبي الأول واستعيدها لتعينني علي تحمل آلام يومي..
ولكن سرعان ما كنت أغلق الأبواب عليها. وعلي زمن الحب الجميل
خوفاً من أن أقارن بين حياتي الحالية.. المتخبطة الزائفة.. الجرداء.. القاحلة.. المفتقدة لكلمة حب صادقة بعيدة عن الزيف والخداع. نابعة من القلب لتخاطب القلب.
كنت أعيش في حدود يومي فقط.. أحاول أن أستمتع به.. وأستخلص منه أكثر ما أستطيع حتي لو كان مؤلماً وشاقاً.
كنت دائماً أخاف من غدي لأن أملي فيه كان كبيراً ولذلك تولَّد الخوف داخلي من أن يخذلني مستقبلي..
لأن هموم حاضري أفقدتني الثقة في غدي..
وجاءني المستقبل بمفاجأة مذهلة.. جاءني المستقبل وكان هو الماضي.. التحم المستقبل بالماضي.. فجأة وسط هدير تلك الحياة الصاخبة..
رأيته أميرة قصتي الشهيرة.. وقصة حبي الأول.. التي كنت دائماً أستعيد أحداثها..
رأيتها فجأة أمامي لم يتغير فيها شيء.. ملامحها كما هي..
قوامها الممشوقه الرائعه كما هي .. حتي شعرها لم تصطبغ شعرة واحدة منه باللون الفضي.. ولم تنقص واحدة ولم تزد أخري.. كل الذي تغير فيها عيناه .. أصبحتا أكثر عمقاً وأكثر تأملاً.. وكلماتها أصبحت أكثر هدوءاً وأكثر ثراء.. وعقلها أصبح أكثر نضجاً وأغزر علماً وفهماً وتفتحاً.
لم أشأ أن أعطي لنفسي أملاً براقاً خوفاً من أن يكون الحب الذي كان بيننا قد مات بالنسبة لها. ويكفيني ذكراها الجميلة في حنايا وجداني.
وجاء اليوم المشهود.. اقتربنا واقتربنا وسمعنا دقات قلوبنا وأحسسنا بزيادة نبضاتها وسرعة خفقاتها..
فضممتها إلي وذابت السنوات واتصل الماضي بالحاضر وسقط الزمن!
وتلاشت ليالي الفراق ـ وذابت سنوات الغُربة.. وانمحت أيام التوهان.. وتمدد بحر الغرام ليأكل شاطئ الفراق.
والتقينا وكأننا كنا معاً بالأمس فقط واستيقظنا علي حب عنيف متجدد ملتهب بالأحاسيس والمشاعر الجياشة لا نريد الافتراق.
خانتنا سنوات الفراق. عصرتنا أيام الغُربة.. تخبطنا في بحور الظلمات. لذلك صار التحامنا عنيفاً وارتباطنا قوياً وأبدياً ووداعاً لأيام الفراق وأهلاً بأيام الوصال.
بقـلم : كليـر نصيـف
همسة في أذنك :
عينـاك لي وانـت لغيـري
في نهـاية المطـاف
تقوليـن لي مليكـتي
عينـاك وأنت لغيـري
وأنا لا أنكـر ولا أخـاف
فكم تسـلق لي بسـتان شـعري
من المليكـات آلاف
لكنـك أنت الحـب
وقلـب القلـب
ولا خـلاف
بل عنـاق
فلتصـعدي إلي قصـر عينـي
ولتنتقلـي بين حـرير الجفنيـن
ولتسـيري علي الأطـراف
وحـذار أن تنزلقـي
فتتوهيـن في أسـفلت الأحـداق
ولتعلمـي اني قتيـلك دون سـياف
هـل اسـترحت الآن
يا ملكـة المهرجـان
وهـل غيـرت وسـادة قلبك الولهـان
لكـن.... احـذري
فنهـر حلمـك بلا شـطآن
فـلا تغوصـي
ودعـك من عينيـك التي تـرف
فسأشـرب ماء النهـر حتي يجـف
كـي لا تغـرقي
ولتحلمـي كمـا تشـائين
وأنا حارسـك الأميـن
سـأعلق عيني علي امبراطوريتيـن
عيـن عـلي "كـاف"
وأخـري علي "شـين"
وأرجـو أن تسـامحيني
فلقد انشـطر القلـب إلي نصـفين
شعر: حجازي غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق